الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (83- 89): .شرح الكلمات: {هم على أثري}: أي آتون بعدي وليسوا ببعيدين مني. {وعجلت إليك ربي لترضى}: أي استعجلت المجئ إليك طلباً لرضاك عني. {قد فتنا قومك}: أي ابتليناهم أي بعادة العجل. {وأضلهم السامري}: أي عن الهدى الذي هو الإسلام إلى الشرك وعبادة غير الرب تعالى. {غضبان أسفاً}: أي شديد الغضب والحزن. {وعداً حسناً}: أي بأن يعطيكم التوارة فيها نظام حياتكم وشريعة ربكم لتكملوا عليها وتسعدوا. {أفطال عليكم العهد}: أي مدة الموعد وهي ثلاثون يوماً قبل أن يكملها الله تعالى أربعين يوماً. {بملكنا}: أي بأمرنا وطاقنا، ولكن غلب علينا الهوى فلم نقدر على انجاز الوعد بالسير وراءك. {أوزاراً}: أي احمالاً من حلي نساء الأقباط وثيابهن. {فقذفناها}: أي ألقيناها في الحفرة بأمر هارون عليه السلام. {ألقى السامري}: السامري هو موسى بن ظفر من قبيلة سامرة الإسرائيلية، وما ألقاه هو التراب الذي أخذه من تحت حافز فرس جبريل ألقاه أي قذفه على الحلي. {عجلاً جسداً}: أي ذا جثة. {له خوار}: الخوار صوت البقر. {فنسي}: أي موسى ربه هنا وذهب يطلبه. {ألا يرجع إليهم قولاً}: أنه لا يكلمهم إذا كلموه لعدم نطقه بغير الخوار. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا} هذا ما قاله قوم موسى كالمعتذرين به إليه فزعموا أنهم ما قدروا على عدم اخلاف الموعد لغلبة الهوى عليهم فلم يطيقوا السير وراءه مع وجود العجل وما ظللهم به السامري من أنه هو إلههم وأن موسى أخطأ الطريق إليه. هذا معنى قولهم: {ما أخلفنا موعدك بملكنا} أي بامرنا وقدرتنا إذ كنا مغلوبين على أمرنا. وقولهم: {ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها} هذا بيان لوجه الفتنة وسببها وهي أنهم لما كانوا خارجين من مصر استعار نسائهم حلياً من نساء القبط بدعوى عيد لهم، واصبحوا خارجين مع موسى في طريقهم إلى القدس، وتم إنجاؤهم واغراق فرعون ولما نزلوا بالساحل استعجل موسى موعد ربه وتركهم تحت إمره هارون أخيه على ان يواصلوا سيرهم وراء موسى إلى جبل الطور غير أن موسى الملقب بالسامري استغل الفرصة وقال لنساء بني إسرائيل هذا الحلى الذي عندكن لا يحل لكن أخذه إذ هي ودائع كيف تستحلونها وحفر لهم حفرة وقال ألقوها فيها وأوقد فيها النار لتحترق ولا ينتفع بها بعد، هذا ما دل عليه قولهم {ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم} أي قوم فرعون فقذفناها أي في الحفرة التي أمر بها السامري وقوله تعالى: {فكذلك ألقى السامرى} ما معه من التراب الذي أخذه من تحت حافر فرس جبريل، فصنع السامري العجل فأخرجه لهم عجلاً جسداً له خوار أي صوت فقال بعضهم لبعض هذا إلهكم وإله موسى الذي ذهب إلى موعده فنسي وضل الطريق اليه فاعبدوه حتى يأتي موسى. قال تعالى موبخاً إياهم {أفلا يرون ألا يرجع اليهم قولاً} إذا كلموه، {ولا يملك لهم ضراً ولا نفعا} فكيف يعقلون أنه إله وهو لا يجيبهم إذا سألوه، ولا يعطيهم إذا طلبوه، ولا ينصرهم إذا استنصروه ولكنه الجهل والضلال واتباع الهوى. والعياذ بالله تعالى. .من هداية الآيات: 2- مشروعية طلب رضا الله تعالى ولكن بما يجب أن يقترب به إليه. 3- مشروعية الغضب لله تعالى والحزن على ترك عبادته بمخالفة أمره ونهيه. 4- مشروعية استعارة الحلي للنساء والزينة، وحرمة جحدها وأخذها بالباطل. 5- وجوب استعمال العقل واستخدام الفكر للتمييز بين الحق والباطل، والخير والشر.
|